قانون #الايمان

اتفق العلماء المسلمون منذ العصور الوسطى على صياغة قانون ايمان و اوجبوا على المسلم ان يصادق على ما فيه سواء اقتنع به او لا و اعتبر خارج عن الايمان ان لم يفعل و من منا اذا كان يصلى و يصوم وياتمر بما امر الله يود ان يكون كافرا ! لكن في حقيقة الامر فان كثير من الناس من مَن يفهمون الفلسفة فانهم يوافقون على شيئ منه و يعارضون اشياء لكن النسبة الاكبر من المسلمين لا تفقه شيئا مما في هذه القوانين فكيف يصح الايمان دون تصديق و كيف يكون التصديق دون فهم ؟!!

يقول ابو الحسن الاشعري مثلا : “ان الله عالم بعلم قادر بقدرة حي بحياة مريد بارادة متكلم بكلام سميع بسمع بصير ببصر ” الملل و النحل للشهرستاني 1/105

قوله عالم بعلم تفتح باب السؤال عن ماهية العلم و قوله سميع بسمع تفتح باب السؤال عن كيفية السمع و قس على ذلك و هذا كله من باب التفكر في الله الذي نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عنه (تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فانه لا يدرك إلا بتصديقه) و لو قال “عالم سميع بصير حي ” لكان احرص ، ولكن لما الولوج اصلا في هذا الباب.

ان ما دفع العلماء في ذلك الوقت على الخوض في هذه الصيغ هو انتشار كلام الفلاسفة اليونانيين عن الله على لسان المسلمين و الاخذ بارائهم فكان صياغة قوانين الايمان تهدف الى لم الشمل وجمع الكلمة على راي واحد فما لبثت ان اصبحت هي نفسها سبب خلاف بين الفريق الواحد من المسلمين و عمقت انقسامهم الى طوائف لا نزال نشهد جدالا بينها على تلك القوانين الى يومنا هذا .

فالنية حين وضعت هذه القوانين كانت سليمة الا ان النتيجة المرجوة كانت خلاف المامول منها ففرقت بدل ان تجمع و قسمت بدل ان توحد و كان الاولى على تلامذتهم لما راو ما وصل الامر اليه ان يكفوا عن الاخذ بما فيها ولكن غلبت عليهم الحمية و تعصب كل واحد الى راي استاذه و شيخه افلم يكونو يعلمون ان الاخطاء التاريخية عندما تقع لا نملك الة زمن تعود بنا الى الوراء لتصحيحها و لكن لدينا الة الحاضر لكي نكف عنها .

ان الامة اليوم تنظر الى تلك القوانين الفاسدة على انها مقدسة لا يصح نقاشها فضلا عن التخلص منها و الفاحص في هذه “العقائد” كما اصطلح على تسميتها يرى انها تنظر الى الله بمنطق البشر الذين لا يفهمون منطقا سوى منطق المخلوقين فليس ثمة عندهم سميع بلا سمع ولا حي بلا حياة ولا هناك ازليه او خلود او عدم والجهات عندهم ستة و كل شيئ تحده الحدود ثم اخذوا ترهات عالمهم الفاني من حركة وتوقف و تغير وثبات و بداية و نهاية و صفات فطبقوه على خالقهم فقضوا على الله و حكموا و كانو قد امروا ان يخضعوا لحكمه و قضاه .

و لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن “صفة” الله ارتعد و خشي ان ينزل عذاب الله و سكت حتى انزل الله جبريل بسورة الاخلاص افلم يكن قادرا على ان يقول : سميع بصير حي قيوم ؟! بل هو الحرص على عدم القول في ذات الله بامر لم يقله الله ، ثم الم يكن رسول الله قادرا على صياغة قانون ايمان لامته بدل ان تضل ؟ واين قانون ايمان ابو بكر وعمر ؟؟

ان الراي الحق ان قانون ايماننا هو القرآن كله من الدفة الى الدفة ياخذ كل امرء من الايمان منه على قدر ادراكه وعقله فلا يفرض على احد التصديق بما لم يدركه عقله و بهذه الفلسفة العميقة يتم ايماننا جميعا كلا بقدر عقله .

الكتب السماوية بين الحفظ و #التحريف

ان الفصل في هذه المسالة  يعتمد على امرين هامين الاول هو معنى الحفظ المقصود #القران الكريم والثاني هو معنى التحريف المقصود في الكتب السماوية وهما الاساس للبحث الا انه من المهم ايضا الوقوف على زوايا التشابه والاختلاف بين امتنا وامة بنى اسرائيل اذا ان المسألة مقسومة بين الجانب البشري والارادة الربانية فالتحريف يعتمد بشكل كامل على الجانب البشري بكل ما يعتريه ويسيطر عليه من رغبة او شهوة  او تكبر او عصيان وكفر و الحفظ يعتمد بشكل كامل على الارادة الاهية بكل ما تمثله من كبرياء وعزة و تحدي وهنا نتسائل اذا حرفت التوراة كلها هل بقي من حجة يقيمها الله على بنى اسرائيل في تكذيبهم لانبيائهم وعدم ايمانهم بهم ؟ الجواب لم تبق حجة .فان الاحبار ستكون حجتهم على الله ان هذه التوراة التي بين ايدينا وجدناها على حالها ليس فيها ما يدلنا على محمد حتى نؤمن به فهل نحاسب نحن على ما فعل اسلافنا من تحريف وطمس وتبديل ! والحق ان الله ارادت قدرته ان تحفظ من تلك الكتب ما يقيم الحجة عليهم الى يوم القيامة كما ان تحريف كلام الله امتحان من الله لعباده المؤمنين لينظر ماذا يصنعون اينصرون الله ورسالته ام يتخاذلون و اقرا قول الحق تبارك وتعالى( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)  سورة الحديد،) انظر كيف قرن الله بين انزال الكتاب والحديد وكان الله يقول ان المؤمنين عليهم دور في حفظ الكتاب المنزل من التحريف وهذا الدور واجب عليهم فهل امة محمد مستثناة من امتحان الله ام اننا نتساوى في ذلك مع بقية الامم ؟

نحن اكثر الامم شبها ببنى اسرائيل ولذا قص الله علينا قصتهم في كتابه العزيز هم  كانت تتكالب عليهم الامم ونحن كذلك هم فضلهم الله ونحن كذلك هم انقسموا وتفرقوا ونحن كذلك فان جزمنا اننا وهم لا نتماثل منذ البداية فعلينا ان نجزم اننا متشابهون في النهاية انظر هذا الحديث حيث يعظ نبي من بنى اسرائيل قومه وقلى الى اي حد ينطبق على واقع المسلمين اليوم

” حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة , عَنْ اِبْن إِسْحَاق , قَالَ : لَمَّا مَاتَ سنحاريب اِسْتَخْلَفَ بُخْتَنَصَّرَ اِبْن اِبْنه عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ جَدّه يَعْمَل بِعَمَلِهِ , وَيَقْضِي بِقَضَائِهِ , فَلَبِثَ سَبْع عَشْرَة سَنَة . ثُمَّ قَبَضَ اللَّه مَلِك بَنِي إِسْرَائِيل صِدِّيقَة ; فَمَرَجَ أَمْر بَنِي إِسْرَائِيل وَتَنَافَسُوا الْمُلْك , حَتَّى قَتَلَ بَعْضهمْ بَعْضًا عَلَيْهِ , وَنَبِيّهمْ شعياء مَعَهُمْ لَا يُذْعِنُونَ إِلَيْهِ , وَلَا يَقْبَلُونَ مِنْهُ ; فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ , قَالَ اللَّه فِيمَا بَلَغَنَا لشعياء : قُمْ فِي قَوْمك أَوْحِ عَلَى لِسَانك ; فَلَمَّا قَامَ النَّبِيّ أَنْطَقَ اللَّه لِسَانه بِالْوَحْيِ فَقَالَ : يَا سَمَاء اِسْتَمِعِي , وَيَا أَرْض أَنْصِتِي , فَإِنَّ اللَّه يُرِيد أَنْ يَقُصّ شَأْن بَنِي إِسْرَائِيل الَّذِينَ رَبَّاهُمْ بِنِعْمَتِهِ , وَاصْطَفَاهُمْ لِنَفْسِهِ , وَخَصَّهُمْ بِكَرَامَتِهِ , وَفَضَّلَهُمْ عَلَى عِبَاده , وَفَضَّلَهُمْ بِالْكَرَامَةِ , وَهُمْ كَالْغَنَمِ الضَّائِعَة الَّتِي لَا رَاعِي لَهَا , فَآوَى شَارِدَتهَا , وَجَمَعَ ضَالَّتهَا , وَجَبَرَ كَسِيرهَا , وَدَاوَى مَرِيضهَا , وَأَسْمَنَ مَهْزُولهَا , وَحَفِظَ سَمِينهَا ; فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ بَطِرَتْ , فَتَنَاطَحَتْ كِبَاشهَا فَقَتَلَ بَعْضهَا بَعْضًا , حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهَا عَظْم صَحِيح يُجْبَر إِلَيْهِ آخِر كَسِير , فَوَيْل لِهَذِهِ الْأُمَّة الْخَاطِئَة , وَوَيْل لِهَؤُلَاءِ الْقَوْم الْخَاطِئِينَ الَّذِينَ لَا يَدْرُونَ أَيْنَ جَاءَهُمْ الْحِين . إِنَّ الْبَعِير رُبَّمَا يَذْكُر وَطَنه فَيَنْتَابهُ , وَإِنَّ الْحِمَار رُبَّمَا يَذْكُر الْآرِيَّ الَّذِي شَبِعَ عَلَيْهِ فَيُرَاجِعهُ , وَإِنَّ الثَّوْر رُبَّمَا يَذْكُر الْمَرَج الَّذِي سَمِنَ فِيهِ فَيَنْتَابهُ , وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْم لَا يَدْرُونَ مِنْ حَيْثُ جَاءَهُمْ الْحِين , وَهُمْ أُولُو الْأَلْبَاب وَالْعُقُول , لَيْسُوا بِبَقَرٍ وَلَا حَمِير ; وَإِنِّي ضَارِب لَهُمْ مَثَلًا فَلْيَسْمَعُوهُ : قُلْ لَهُمْ : كَيْف تَرَوْنَ فِي أَرْض كَانَتْ خَوَاء زَمَانًا , خَرِبَة مَوَاتًا لَا عُمْرَان فِيهَا , وَكَانَ لَهَا رَبّ حَكِيم قَوِيّ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا بِالْعِمَارَةِ , وَكَرِهَ أَنْ تُخَرَّب أَرْضه وَهُوَ قَوِيّ , أَوْ يُقَال ضَيَّعَ وَهُوَ حَكِيم , فَأَحَاطَ عَلَيْهَا جِدَارًا , وَشَيَّدَ فِيهَا قَصْرًا , وَأَنْبَطَ فِيهَا نَهَرًا , وَصَفَّ فِيهَا غِرَاسًا مِنْ الزَّيْتُون وَالرُّمَّان وَالنَّخِيل وَالْأَعْنَاب , وَأَلْوَان الثِّمَار كُلّهَا , وَوَلَّى ذَلِكَ وَاسْتَحْفَظَهُ فِيمَا ذَا رَأْي وَهِمَّة , حَفِيظًا قَوِيًّا أَمِينًا , وَتَأَنَّى طَلْعهَا وَانْتَظَرَهَا , فَلَمَّا أَطْلَعَتْ جَاءَ طَلْعهَا خَرُّوبًا , قَالُوا : بِئْسَ الْأَرْض هَذِهِ , نَرَى أَنْ يُهْدَم جُدْرَانهَا وَقَصْرهَا , وَيُدْفَن نَهَرهَا , وَيَقْبِض قِيَمهَا , وَيُحْرَق غِرَاسهَا حَتَّى تَصِير كَمَا كَانَتْ أَوَّل مَرَّة , خَرِبَة مَوَاتًا لَا عُمْرَان فِيهَا . قَالَ اللَّه لَهُمْ : فَإِنَّ الْجِدَار ذِمَّتِي , وَإِنَّ الْقَصْر شَرِيعَتِي , وَإِنَّ النَّهَر كِتَابِي , وَإِنَّ الْقَيِّم نَبِيِّي , وَإِنَّ الْغِرَاس هَمّ , وَإِنَّ الْخَرُّوب الَّذِي أَطْلَعَ الْغِرَاس أَعْمَالهمْ الْخَبِيثَة , وَإِنِّي قَدْ قَضَيْت عَلَيْهِمْ قَضَاءَهُمْ عَلَى أَنْفُسهمْ , وَإِنَّهُ مَثَل ضَرَبَهُ اللَّه لَهُمْ يَتَقَرَّبُونَ إِلَيَّ بِذَبْحِ الْبَقَر وَالْغَنَم , وَلَيْسَ يَنَالنِي اللَّحْم وَلَا آكُلهُ , وَيَدَّعُونَ أَنْ يَتَقَرَّبُوا بِالتَّقْوَى وَالْكَفّ عَنْ ذَبْح الْأَنْفُس الَّتِي حَرَّمْتهَا , فَأَيْدِيهمْ مَخْضُوبَة مِنْهَا , وَثِيَابهمْ مُتَزَمِّلَة بِدِمَائِهَا , يُشَيِّدُونَ لِي الْبُيُوت مَسَاجِد , وَيُطَهِّرُونَ أَجْوَافهَا , وَيُنَجِّسُونَ قُلُوبهمْ وَأَجْسَامهمْ وَيُدَنِّسُونَهَا , وَيُزَوِّقُونَ لِي الْبُيُوت وَالْمَسَاجِد وَيُزَيِّنُونَهَا , وَيُخَرِّبُونَ عُقُولهمْ وَأَحْلَامهمْ وَيُفْسِدُونَهَا , فَأَيّ حَاجَة لِي إِلَى تَشْيِيد الْبُيُوت وَلَسْت أَسْكُنهَا , وَأَيّ حَاجَة إِلَى تَزْوِيق الْمَسَاجِد وَلَسْت أَدْخُلهَا , إِنَّمَا أَمَرْت بِرَفْعِهَا لِأُذْكَر فِيهَا وَأُسَبَّح فِيهَا , وَلِتَكُونَ مَعْلَمًا لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُصَلِّي فِيهَا , يَقُولُونَ : لَوْ كَانَ اللَّه يَقْدِر عَلَى أَنْ يَجْمَع أُلْفَتنَا لَجَمَعَهَا , وَلَوْ كَانَ اللَّه يَقْدِر عَلَى أَنْ يُفَقِّه قُلُوبنَا لَأَفْقَهَهَا , فَاعْمِدْ إِلَى عُودَيْنِ يَابِسَيْنِ , ثُمَّ اِئْتِ بِهِمَا نَادِيهِمَا فِي أَجْمَع مَا يَكُونُونَ , فَقُلْ لِلْعُودَيْنِ : إِنَّ اللَّه يَأْمُركُمَا أَنْ تَكُونَا عُودًا وَاحِدًا ; فَلَمَّا قَالَ لَهُمَا ذَلِكَ , اِخْتَلَطَا فَصَارَا وَاحِدًا , فَقَالَ اللَّه : قُلْ لَهُمْ : إِنِّي قَدَرْت عَلَى أُلْفَة الْعِيدَانِ الْيَابِسَة وَعَلَى أَنْ أُؤَلِّف بَيْنهَا , فَكَيْف لَا أَقْدِر عَلَى أَنْ أَجْمَع أُلْفَتهمْ إِنْ شِئْت , أَمْ كَيْف لَا أَقْدِر عَلَى أَنْ أُفَقِّه قُلُوبهمْ , وَأَنَا الَّذِي صَوَّرْتهَا ; يَقُولُونَ : صُمْنَا فَلَمْ يُرْفَع صِيَامنَا , وَصَلَّيْنَا فَلَمْ تُنَوَّر صَلَاتنَا , وَتَصَدَّقْنَا فَلَمْ تُزَكَّ صَدَقَاتنَا , وَدَعَوْنَا بِمِثْلِ حَنِين الْحَمَام , وَبَكَيْنَا بِمِثْلِ عُوَاء الذِّئْب , فِي كُلّ ذَلِكَ لَا نَسْمَع , وَلَا يُسْتَجَاب لَنَا ; قَالَ اللَّه : فَسَلْهُمْ مَا الَّذِي يَمْنَعنِي أَنْ أَسْتَجِيب لَهُمْ , أَلَسْت أَسْمَع السَّامِعِينَ , وَأُبْصِر النَّاظِرِينَ , وَأَقْرَب الْمُجِيبِينَ , وَأَرْحَم الرَّاحِمِينَ ؟ أَلِأَنَّ ذَات يَدِي قَلَّتْ ! كَيْف وَيَدَايَ مَبْسُوطَتَانِ بِالْخَيْرِ , أُنْفِق كَيْف أَشَاء , وَمَفَاتِيح الْخَزَائِن عِنْدِي لَا يَفْتَحهَا وَلَا يُغْلِقهَا غَيْرِي ! أَلَا وَإِنَّ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْء , إِنَّمَا يَتَرَاحَم الْمُتَرَاحِمُونَ بِفَضْلِهَا ; أَوْ لِأَنَّ الْبُخْل يَعْتَرِينِي ! أَوَلَسْت أَكْرَم الْأَكْرَمِينَ وَالْفَتَّاح بِالْخَيْرَاتِ , أَجْوَد مَنْ أَعْطَى , وَأَكْرَم مَنْ سُئِلَ ! لَوْ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْم نَظَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ بِالْحِكْمَةِ الَّتِي نَوَّرَتْ فِي قُلُوبهمْ فَنَبَذُوهَا , وَاشْتَرَوْا بِهَا الدُّنْيَا , إِذَنْ لَأَبْصَرُوا مِنْ حَيْثُ أَتَوْا , وَإِذَنْ لَأَيْقَنُوا أَنَّ أَنْفُسهمْ هِيَ أَعْدَى الْعُدَاة لَهُمْ , فَكَيْف أَرْفَع صِيَامهمْ وَهُمْ يَلْبَسُونَهُ بِقَوْلِ الزُّور , وَيَتَقَوَّوْنَ عَلَيْهِ بِطُعْمَةِ الْحَرَام ؟ ! وَكَيْف أُنَوِّر صَلَاتهمْ , وَقُلُوبهمْ صَاغِيَة إِلَى مَنْ يُحَارِبنِي وَيُحَادّنِي , وَيَنْتَهِك مَحَارِمِي ؟ ! أَمْ كَيْف تَزْكُو عِنْدِي صَدَقَاتهمْ وَهُمْ يَتَصَدَّقُونَ بِأَمْوَالِ غَيْرهمْ ؟ ! وَإِنَّمَا أُؤَجِّر عَلَيْهَا أَهْلهَا الْمَغْصُوبِينَ ; أَمْ كَيْف أَسْتَجِيب لَهُمْ دُعَاءَهُمْ وَإِنَّمَا هُوَ قَوْل بِأَلْسِنَتِهِمْ وَالْفِعْل مِنْ ذَلِكَ بَعِيد ؟ ! وَإِنَّمَا أَسْتَجِيب لِلدَّاعِي اللَّيِّن , وَإِنَّمَا أَسْمَع مِنْ قَوْل الْمُسْتَضْعَف الْمِسْكِين , وَإِنَّ مِنْ عَلَامَة رِضَايَ رِضَا الْمَسَاكِين ; فَلَوْ رَحِمُوا الْمَسَاكِين , وَقَرَّبُوا الضُّعَفَاء , وَأَنْصَفُوا الْمَظْلُوم , وَنَصَرُوا الْمَغْصُوب , وَعَدَلُوا لِلْغَائِبِ , وَأَدَّوْا إِلَى الْأَرْمَلَة وَالْيَتِيم وَالْمِسْكِين , وَكُلّ ذِي حَقّ حَقّه , ثُمَّ لَوْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أُكَلِّم الْبَشَر إِذَنْ لَكَلَّمْتهمْ , وَإِذَنْ لَكُنْت نُور أَبْصَارهمْ , وَسَمْع آذَانهمْ , وَمَعْقُول قُلُوبهمْ , وَإِذَنْ لَدَعَّمْت أَرْكَانهمْ , فَكُنْت قُوَّة أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلهمْ , وَإِذَنْ لَثَبَّتّ أَلْسِنَتهمْ وَعُقُولهمْ . يَقُولُونَ لَمَّا سَمِعُوا كَلَامِي , وَبَلَغَتْهُمْ رِسَالَاتِي بِأَنَّهَا أَقَاوِيل مَنْقُولَة , وَأَحَادِيث مُتَوَارِثَة , وَتَآلِيف مِمَّا تُؤَلِّف السَّحَرَة وَالْكَهَنَة , وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ لَوْ شَاءُوا أَنْ يَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْله فَعَلُوا , وَأَنْ يَطَّلِعُوا عَلَى الْغَيْب بِمَا تُوحِي إِلَيْهِمْ الشَّيَاطِين طَلَعُوا , وَكُلّهمْ يَسْتَخْفِي بِاَلَّذِي يَقُول وَيُسِرّ , وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنِّي أَعْلَم غَيْب السَّمَاوَات وَالْأَرْض , وَأَعْلَم مَا يُبْدُونَ وَمَا يَكْتُمُونَ ; وَإِنِّي قَدْ قَضَيْت يَوْم خَلَقْت السَّمَاوَات وَالْأَرْض قَضَاء أُثْبِتهُ عَلَى نَفْسِي , وَجَعَلْت دُونه أَجَلًا مُؤَجَّلًا , لَا بُدّ أَنَّهُ وَاقِع , فَإِنْ صَدَقُوا بِمَا يَنْتَحِلُونَ مِنْ عِلْم الْغَيْب , فَلْيُخْبِرُوك مَتَى أُنَفِّذهُ , أَوْ فِي أَيّ زَمَان يَكُون , وَإِنْ كَانُوا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمَا يَشَاءُونَ , فَلْيَأْتُوا بِمِثْلِ الْقُدْرَة الَّتِي بِهَا أَمْضَيْت , فَإِنِّي مُظْهِره عَلَى الدِّين كُلّه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ , وَإِنْ كَانُوا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَقُولُوا مَا يَشَاءُونَ فَلْيُؤَلِّفُوا مِثْل الْحِكْمَة الَّتِي أُدَبِّر بِهَا أَمْر ذَلِكَ الْقَضَاء إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ , فَإِنِّي قَدْ قَضَيْت يَوْم خَلَقْت السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَنْ أَجْعَل النُّبُوَّة فِي الْأُجَرَاء , وَأَنْ أُحَوِّل الْمُلْك فِي الرِّعَاء , وَالْعِزّ فِي الْأَذِلَّاء , وَالْقُوَّة فِي الضُّعَفَاء , وَالْغِنَى فِي الْفُقَرَاء , وَالثَّرْوَة فِي الْأَقِلَّاء , وَالْمَدَائِن فِي الْفَلَوَات , وَالْآجَام فِي الْمَفَاوِز , وَالْبَرْدِيّ فِي الْغِيطَان , وَالْعِلْم فِي الْجَهَلَة , وَالْحُكْم فِي الْأُمِّيِّينَ ,…”

ان هذا ينطبق علينا اليوم 100 % ولا عجب فامتنا ليست استثناء من سنة الله في الامم التى خلت من قبل يقول عز من قائل ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)  وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ  ) يقول الله تعالى (ولتكن منكم امة) اي انه ستكون هناك امة منكم تعمل بخلاف ذلك ويقول (ولا تكونو) ولم يقل ولن تكونوا تاكيد على ان الفرقة والاختلاف امر حاصل لا محالة  ، فاذا كان من الامة الفاسق والمؤمن وكان تحريف الكتب  المنزلة من جبلة البشر الفاسقين وطبعهم فاننا نفهم ان القرآن قابل للتحريف ايضا فكيف نجمع بين الحفظ والتحريف ؟

الامر كله في مفهومين برايي ليس لاحدها علاقة بالاخر الاول مفهوم الحفظ و الثاني مفهوم التحريف

الاول يتعلق بمفهوم الحفظ فانه يخضع للقدر والارادة  فالقادر على حفظ القرآن قادر على حفظ التوراة و الانجيل و الزبور و صحف ابراهيم و امره كن فيكون يقول االله (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) سورة الانعام  و هذا يعني ان الله تكفل بحفظ كل كلامة حتى لو لم يكن هذا المحفوظ بين ايدينا و جعل له وقتا يظهر فيه هو في علمه  فغياب المحفوظ عن اعيننا لا يعني عدم وجوده على الارض، اما قول الله تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)  فان “الذكر” كلمة وردت في القرآن بمعاني متعددة لكن هذه الاية اتفق المسلمون على تفسير كلمة الذكر فيها بالقرآن الكريم حصرا ولعل السبب في ذلك هو الاعتماد في التفسير على سياق الايات وليس على منهج ثابت في التاويل والحق اننا حتى لو تتبعنا سياق الايات لوجدنا ان للكلمة معنى اخر يتطابق مع الايات الاخرى وهذا هو سياق الايات (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ 6  لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ 7  مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ 8  إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ 9 وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ 10  وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ 11   كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ 12  لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ 13   ) سورة  الحجر

 فاذا قرانا الايات السابقة وتوقفنا عند قول االله تعالى (وانا له لحافظون ) لكان الارجح تفسير كلمة ذكر على انها القرآن لكن الايات مستمرة في الكلام عن الرسل واستهزاء اقوامهم بهم والشاهد في ذلك كله قول الحق تبارك وتعالى (لا يؤمنون به) فالضمير هنا يعود على ماذا والايات اصبحت تتحدث عن الرسل السابقين ؟ ان الضمير في قوله تعالى” نسلكه ” و “لا يؤمنون به” عائد على “الذكر” فماذا تعنى كلمة الذكر في هذه الايات ؟ ان ثمة اية في القرآن توضح لنا ممقصود الكلمة وكل ما سوف نفعله هو ان نستعير اسلوب ترجمة القرآن ونضع كلمة وحي بدل كلمة ذكر اقرا قول الله تعالى (ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) سورة ص

ان كلمة وحي هى المقصد الاقرب في الايات السابقة وهي كذلك في قوله تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) و هى ذات الكلمة العجيبة التى اذا وضعناها في اي اية اخرى فيها كلمة “الذكر”وجدناها مناسبة تماما للمفهوم و للسياق اقرا هذه الايات ثم اعد قرائتها باستبدال كلمة ذكر بكلمة وحي :

(مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2

(فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ 24  أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ 25  القمر

(ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ 58   آل عمران

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ 43  بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ 44 سورة النحل

اذا لماذا راى العلماء المسلمون تفسير الذكر بالقران بدلا عن الوحي ؟ السبب هو ان الوحي يجمع كل التنزيل من الله من قرآن وتوراه وانجيل وصحف ابراهيم وزبور داوود وهذا القول يتصادم مع ايات القرآن التى ذكرت صراحة ان تلك الكتب محرفة فلما كان التحريف مفصلا و ذكر بكلمة واضحة في ايات كثيرة والشواهد عليه ثابتة وبما ان كلمة     حفظ واضحة ايضا ولا شبهة في تفسيرها  بقيت كلمة الذكر هي المخرج الوحيد من هذا التصادم المحتمل فذهب العلماء الى تفسيرها بالقرآن الكريم ، لكن في واقع الحال ما من صدام ، المشكله في المفهوم مفهوم الحفظ الذى نراه ارادة ربانية فكون المحفوظ ليس بين ايدينا فلا يعنى انه غير موجود !! وهذا الحفظ نؤمن به اي نؤمن بوجود نسخ اصلية من كتب الله غير محرفة وان كانت غير متداولة او مخفية ولقد راينا كيف استخرجت مخطوطات من الانجيل خالية من التحريف وما ذاك الا مصداق لقول الله تعالى وكما ذكرنا فانه بدون حفظ الاصل تسقط عن المجرمين شبهة الادانة بالتحريف وهذا غير ممكن فالله غالب على امره ، وملخص الكلام ان القرآن محفوظ بامر الله لكن ليس وحده محفوظ بالارداة الربانية التى تكفلت ببقاء اصل التنزيل الى يوم القيامة , فلو فرض و ظهر كشف اثري لنسخة من كتاب التوراة سليم على هيئته بلا تحريف او تبديل فانه سيكون موقف المسلمين احد امرين :

•          الاول : ان يصروا على تحريف التوراة كلها و ان الله لم يحفظ منها شيئ  بهذا يكون المسلمين :

1.          قد كفروا بالكتاب و هو الحق مصدق لما معهم

2.          قد قالو على الله ما لم يقل وهذا تحريف للقران

•          الثاني : ان يتراجعوا عن تفسير الاية و يقروا بحفظ الله لكتبه كلها و هذا خلا انه يشعر المسلم بالخذلان و العار فهو يفقد المسلمين الثقة بتفسير القران و يفتح الباب في التشكيك بآيات الله.

وان كنت اعترف ان الثاني اقل و اهون سوأ من الاول الا انه يمكن تلافيه الان فلما لا نفعل .

والثاني يتعلق بمفهوم التحريف و انه يخضع للقضاء و المشيئة فهو من الفتن التى يبتلى الله بها كل امة لينظر كيف تفعل فحفظ الله للقران لا يعني عدم قيام البشر بتحريفه هذا و نعلم من ايات القران ان التحريف نفسه مستويات و اشكال عديدة و الكلمة مشتقة من كلمة حرف بفتح الحاء و الراء والفاء وتعنى الخروج عن المسار او مال و القصد منها تبديل النهج القويم والميل عنه يقول الله عز وجل في كتابه العزيز (يحرفون الكلم عن مواضعه ) و من امثلة التحريف المقصود الذى وقع فيه بنو اسرائيل هو  قرائة ايات الله قرائة صحيحة و تأويلها  تأويلا خاطئا يقول الله تعالى (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) سورة آل عمران ،وهي تدل على ان الاية عندهم في التوراة سليمة من التحريف اللفظي و ان التحريف هنا هو لمعنى الاية ، فانت و ان لم تغير اللفظ فقد غيرت معنى اللفظ ، فاصبح للفظ مدلول غير ما قصده الله تكون غيرت شرع الله و هذا تحريف .

ومما وقعوا فيه من التحريف الايمان ببعض الكتاب و جحد البعض يقول الله (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) سورة البقرة

وهذا و غيره من الامثلة ليس عصيا على المسلمين الوقو ع فيها بل قد و قعوا فيها فعلا ، فمن التحريف مثلا تفسير كلام الله بغير معناه الذي قصده مع الابقاء على الايات كما هي لا تتغير ولا تتبدل و هذا يعرف الناس ان المسلمين وقعوا به ، و منه ايضا نسخ ايات  القران حكما رغم بقائها تلاوة وهذا ايضا حدث عندنا و منه الايمان ببعض ايات القرآن و رد البعض الاخر و منه رد أي القران براي الرسول صلى الله عليه وسلم او احدا الصحابه او العلماء رغم ان الرسول حذر و نهي عنه  (قال سيأتي ناس يحدثون عني حديثا فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته ومن حدثكم بحديث لا يضارع القرآن فلم أقله فإنما هو حسوة من النار) و منه التحليل لما حرم والتحريم لما احل وهذا ما اكثره عندنا .

ولناخذ القتل مثالا  يقول الله تعالى (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ  )

ويقول ايضا (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)  يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)   فقتل النفس كبيرة من كبائر الذنوب يخلد صاحبها في النار ان لم يتب عنها قبل الموت فلما يختلف تعريف (النفس ) وفق المفهوم القرانى الصحيح عنه وفق المفهوم الاسلامي الفقهي ؟

المفهوم الفقهي البشري الاسلامي فهو يرى النفس حصرا هي نفس المؤمن او المعاهد و لا يدخل في مفهوم النفس البشر من غير المؤمنين و العاهدين فضلا عن الحيوان او الطير او الحشر!بينما يرى المفهوم الرباني القرآني النفس كل نفس تخرج النَفَس و ترده اقرا قول الله تعالى (كل نفس ذائقة الموت) و قوله (الله يتوفى الانفس حين موتها ) فلماذا تفسر كلمة نفس هنا تفسيرا مختلفا في الفقهة الاسلامي التقليدي ! السبب هو السماح للسلطان في ان يتخلص من خصومه عن طريق القتل دون ان يكون خارجا عن الملة في نظر المسلمين لان الله يقول (ومن يفعل ذلك يلق اثاما – يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) يعنى ان القاتل كافر يخلد في النار و اذا كان كافرا وجب عزله والخروج عليه ، و بدلا من ان يبذل الفقهاء جهدهم لتطبيق شريعة الله بذلو الجهد لارضاء الحاكم فغيروا شرع الله ، و من هنا تمتد سلسلة طويلة من تبديل كلام الله و تغيير ما انزل الله انه شكل من التحريف وهو عينه الذى وقعت فيه بنو اسرائيل.

 ان تشريع الفقهاء المسلمون مع الله هو ايضا شكل من اشكال التحريف الذي وقعت فيه امة محمد و ان السكوت عليه شرك بالله ، لان التشريع حق الاهي لا يجب ان ينازع الله فيه احد اقرا قول الحق تبارك وتعالى في سورة الشورى (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ان المفهوم الرباني القرآني يجعل التشريع اختصاص الاهي و لا يحق لبشر ان يحل او يحرم حتى رسول الله (يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك ) سورة التحريم

فخلاصة الكلام ان التحريف لا يعني و لا يقصد منه تغير ايات الله حصرا انما له وجوه واشكال و قد وقعت الامة في بعضها

بين حفظ كتب الله وتحريفها

الامر كله في مفهومين برايي ليس لاحدها علاقة بالاخر الاول مفهوم الحفظ و الثاني مفهوم التحريف

ما يتعلق بمفهوم الحفظ فانه يخضع للقدر والارادة  فالقادر على حفظ القرآن قادر على حفظ التوراة و الانجيل و الزبور و صحف ابراهيم و امره كن فيكون يقول االله (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) سورة الانعام  و هذا يعني ان الله تكفل بحفظ كل كلامة حتى لو لم يكن هذا المحفوظ بين ايدينا و جعل له وقتا يظهر فيه هو في علمه  فغياب المحفوظ عن اعيننا لا يعني عدم وجوده على الارض فلو فرض و ظهر كشف اثري لنسخة من كتاب التوراة سليم على هيئته بلا تحريف او تبديل فانه سيكون موقف المسلمين احد امرين :

  • الاول : ان يصروا على تحريف التوراة كلها و ان الله لم يحفظ منها شيئ  بهذا يكون المسلمين :
  1. قد كفروا بالكتاب و هو الحق مصدق لما معهم
  2. قد قالو على الله ما لم يقل وهذا تحريف للقران
  • الثاني : ان يتراجعوا عن تفسير الاية و يقروا بحفظ الله لكتبه كلها و هذا خلا انه يشعر المسلم بالخذلان و العار فهو يفقد المسلمين الثقة بتفسير القران و يفتح الباب في التشكيك بآيات الله.

وان كنت اعترف ان الثاني اقل و اهون سوء من الاول الا انه يمكن تلافيه الان فلما لا نفعل

ما يتعلق بمفهوم التحريف فانه يخضع للقضاء و المشيئة فهو من الفتن التى يبتلى الله بها كل امة لينظر كيف تفعل فحفظ الله للقران لا يعني عدم قيام البشر بتحريفه هذا و نعلم من ايات القران ان التحريف نفسه مستويات و اشكال عديدة فمن التحريف مثلا تفسير كلام الله بغير معناه الذي قصده مع الابقاء على الايات كما هي لا تتغير ولا تتبدل و هذا يعرف الناس ان المسلمين وقعوا به ، و منه ايضا نسخ ايات  القران حكما رغم بقائها تلاوة وهذا ايضا حدث عندنا و منه الايمان ببعض ايات القرآن و رد البعض الاخر و منه رد أي القران براي الرسول صلى الله عليه وسلم او الصحابه رغم ان الرسول حذر و نهي عنه  (قال سيأتي ناس يحدثون عني حديثا فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته ومن حدثكم بحديث لا يضارع القرآن فلم أقله فإنما هو حسوة من النار) و منه التحليل لما حرم والتحريم لما احل وهذا ما اكثره عندنا .

فخلاصة الكلام ان التحريف لا يعني و لا يقصد منه تغير ايات الله حصرا انما له وجوه واشكال و قد وقعت الامة في بعضها

شقة

الرؤيا: كنا جالسين في شقه اجار و فجاه اتصل والدي واخبرنا ان نبحث شقه لنشتريها ورحنا نرى الشقق شقه شقه الى ان وجدنا اغلى الشقق في القائمه و التي يبلغ ثمنها 15000000 و رضينا فيها و كانت امي تقفز من الفرح وخالتي و اختي ايضا

التعبير

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

يعبر بالثراء بعد الشقاء انت شخص تبني نفسك بعصامية و ستشقي الى ان تبلغ الثراء الذي يرضيك